المجلة | آيـــة |{إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَ

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة

{إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
أصل الشراء بين الخلق أن يعوضوا عما خرج من أيديهم ما كان أنفع لهم أو مثل ما خرج عنهم في النفع؛ فاشترى الله سبحانه من العباد إتلاف أنفسهم وأموالهم في طاعته، وإهلاكها في مرضاته، وأعطاهم سبحانه الجنة عوضا عنها إذا فعلوا ذلك‏.‏ وهو عوض عظيم لا يدانيه المعوض ولا يقاس به، فأجرى ذلك على مجاز ما يتعارفونه في البيع والشراء فمن العبد تسليم النفس والمال، ومن الله الثواب والنوال فسمي هذا شراء‏.‏ وروى الحسن قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن فوق كل بِرٍّ بِرٌّ حتى يبذل العبد دمه فإذا فعل ذلك فلا بر فوق ذلك‏).‏‏ إنه نص رهيب... إنه يكشف عن حقيقة العلاقة التي تربط المؤمنين بالله، وعن حقيقة البيعة التي أعطوها ـ بإسلامهم ـ طوال الحياة، فمن بايع هذه البيعة ووفى بها فهو المؤمن الحق الذي ينطبق عليه وصف المؤمن وتتمثل فيه حقيقة الإيمان، وإلا فهي دعوى تحتاج إلى التصديق والتحقيق. حقيقة هذه البيعة أن الله سبحانه قد استخلص لنفسه أنفس المؤمنين وأموالهم فلم يعد لهم منها شيئا...لم يعد لهم أن يستبقوا منها بقية لا ينفقونها في سيبل الله. فمن بايع على هذا...من أمضى الصفقة...من ارتضى الثمن ..فهو المؤمن فالمؤمنون هم الذين اشترى الله منهم فباعوا. ومن رحمة الله أن جعل للصفقة ثمنا ، وإلا فهو واهب الأنفس والأموال وهو مالك الأنفس والأموال، ولكن الله تعالى كرم الإنسان فجعله مريدا، وكرمه فجعل له أن يعقد العقود ويمضيها حتى مع الله. وإنها لبيعة رهيبة ولكنها في عنق كل مؤمن قادر عليها لا تسقط عنه إلا بسقوط إيمانه، وعجيب أمر هؤلاء الذين يدعون الإيمان في مشارق الأرض ومغاربها ـ وهم قاعدون ـ لا يجاهدون لتقرير ألوهية الله في الأرض كلها ، ولا يسعون لنصرة هذا الدين. إنه لفرق كبير بيننا وبين هؤلاء الذين كانت هذه الكلمات تطرق قلوبهم فتتحول من فورها إلى واقع من واقع حياتهم ولم تكن مجرد معان يتملونها بأذهانهم، بل كانوا يتلقونها إلى العمل المباشر، لتحويلها إلى حركة منظورة ، هكذا أدركها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا هو عبدالله بن رواحة في بيعة العقبة الثانية يسأل عن حقيقة هذه البيعة فيقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: اشترط لربك ولنفسك ما شئت‏.‏ فقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ (أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم)‏ قالوا :فإذا فعلنا ذلك فما لنا‏؟‏ قال‏:‏(الجنة)‏ قالوا‏:‏ ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل‏.‏ {ومن أوفى بعهده من الله؟! فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم}.

المزيد